هكذا ، توظف المسرحية خلفية تراثية لتعرية الواقع العربي ، إنها خلفية يونانية ، تتمثل في شخصية الفيلسوف « سقراط » ، و في مدينة الفلسفة » أثينا » ؛ إذ تكشف عن أزمة الديمقراطية و معاناة المثقف المتنور بأسلوب يجمع بين الدراما و السخرية السوداء
إن رحلة سقراط في المسرحية ، هي رحلة المثقف داخل المجتمع العربي ، المثقف الهادف بتنويره إلى تكسير الشعارات التي يستهلكها الإعلام العام و الخاص ؛ شعارات الديمقراطية و المدنية و حرية التعبير . و هي بالتالي رحلة لتأكيد أن بضاعة المثقف (الثقافة التنويرية) ليست بضاعة للاستهلاك والإشهار ، كما يريدها المتحكمون في دواليب السلطة ، و إنما هي مادة تسري في النفوس و الأذهان ، فتظل حية فيها ، راسخة ، خالدة مع كل فكر يعشق الحياة ، و يرفض الموت بكل أصنافه ، تماما كسقراط في هذا النص المسرحي