يتكون نص المسرحية من أحد عشر نفسا ، تشتغل عن رجل احتفالي من الناس ، اسمه « أبو الغرائب » ؛ حالم ، واهم متمرد على سكونية الواقع ، يجد نفسه ــ من حيث لا يدري ــ هاربا من نفسه، و من مكانه و بيته و وطنه ، من ماضيه و فقره ، و من امرأة تحبه … و مع ذلك لا يعترف بأنه هارب ، لأنه عاشق مجنون بالحياة و الجمال
أبو الغرائب » ، روح يسعى للانفلات من جسده المادي، و من جهله بنفسه، و بالعالم … إنه يفكر جهرا للتحرر من قبحه » ,من سجونه المادية و الرمزية … يؤمن بالموت بقدر حبه للحياة و تشبثه بها . و يقتنع بضرورة محاربة القبح انتصارا للجمال ، بالشعر و الفن والخيال … و يستمر في محاورته للأزواج المتقابلة لغويا، و المتداخلة وجوديا : الجسد والروح الإقامة و الترحال ، الضرورة و الحرية
أبو الغرائب – هذا ، يجادل في كل الأمور ، حتى في تلك التي لا يفهمها ، و لا يعرف عنها أي شيء … و انتهى به جداله إلى نفس الحقيقة التي نبهته إليها المرأة التي تحبه (نجمة) ، و هي أن الوطن الذي يهرب منه هو كل الأوطان و أن المرأة التي تركها خلفه هي كل النساء